خطوات لخلق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
1–ضع جدولاً زمنيا والتزم به أجل،
جدول كلّ دقيقة في يومك، وسترى العجائب! صحيح أنّ هذا الأمر قد يبدو لك مرهقًا وخانقًا أحيانًا، غير أنّ تخطيط يومك بأدق التفاصيل سيمنحك المزيد من الحرية. حيث يسهم تخصيص مهامّ معيّنة لتنفيذها خلال فترات زمنية محدّدة في جعلك قادرًا على القيام بكلّ ما تريد في الوقت الذي تريد. أليس هذا رائعًا! بدلا من التفكير في جدول مواعيدك المنظّم على أنّه قائمة مهام وحسب، انظر إليه على أنّه وعد تقطعه على نفسك لتفي بالالتزامات الأكثر إلحاحًا في حياتك. وبهذا ستتجنّب تضييع وقتك على الأمور السخيفة في كل لحظة متيحًا لنفسك الوقت الكافي للتركيز على المهام الأكبر والأكثر أهمية.
2- لا تسمح لجانب من حياتك أن يتداخل مع الجوانب الأخرى
ما قد تعتبره أمرًا بريئًا عارضًا اضطررت للقيام به مرّة واحدة، قد يتحول مستقبلاً إلى خلل كبير في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. قراءة بريد إلكتروني مهني خلال تناولك العشاء في منزلك، أو الاتصال بعميل أثناء إجازتك أو غيرها من مثل هذه الأمور قد تؤدي فيما بعد إلى أن تطغى حياتك المهنية على حياتك الشخصية. هذا لا يعني أنّ العمل من المنزل أمر خاطئ، على العكس، ربما يعدّ واحدًا من أنجح الوسائل لإتمام المهام، لكن عليك أن تعرف تمامًا متى تعمل ومتى ترتاح. إن كنت تجري اتصالات على الدوام من منزلك، أو وجدت نفسك تردّ على الرسائل الإلكترونية المهنية معظم الوقت، ستشعر بعد بعض الوقت أنّ حياتك الشخصية ليست سوى امتداد لحياتك في المكتب. ولن يمضي الكثير من الوقت قبل أن يتداعى توازن حياتك.
3- جدولك الزمني وحده ليس كافيًا!
تنظيم يومك حسب جدول زمني دقيق ليس سوى نصف المعركة، فما فائدة أن تخصص وقتًا تقضيه مع صديقك إن كان صديقك هذا في رحلة عمل حينها؟ حتى تتمكّن من الاستفادة من يومك وتحقيق التوازن الأعظم في جميع جوانب حياتك احرص على التعرّف على الجداول الزمنية للأشخاص المحيطين بك، حتى تضمن ألاّ يحدث أيّ تعارض بينها. تذكّر دومًا أن التوازن الحقيقي بين الحياة والعمل لا يعني تخصيص الوقت الكافي لكلّ جانب من جوانب حياتك وحسب. بل إنّه يتمحور أيضًا حول أن تكون متواجدًا في اللحظات المهمّة أيضًا. قضاءُ 50 ساعة أسبوعيًا في العمل لن يكون ذا قيمة إن أجبرك على تضييع فرصة حضور اجتماع مهمّ في مقرّ شركة شقيقة أو الالتقاء بعميل مهم. والوصول إلى المنزل مبكرًا لن يكون أمرًا جيّدًا إن عنى ذلك التخلّف عن حضور حفل زفاف صديقك المقرّب. احرص دومًا على تحديد اولوياتك وبناء جدولك وفقًا لها.
4- حلّل وقتك
كيف تقضي وقتك حقًا؟ ما هي نسبة يومك التي تقضيها في العمل مع العملاء؟ في إدخال البيانات؟ أو في التحقق من رسائل البريد الإلكتروني؟ إن تحقيق أقصى استفادة من وقتك يعني أن تقضيه فيما يعود عليك بالفائدة، ولن تتمكّن من ذلك إن كنت لا تعرف كيف تنفق وقتك في المقام الأول. إحدى الطرق الفعّالة لمكافحة تضييع الوقت تتمثل في تحليله. تذكّر وقتك ذو قيمة بالنسبة لك ولمؤسستك. يمكنك استخدام إحدى التطبيقات التي تتبع كيفية إنفاق وقتك، ومن ثمّ مراجعة النتائج بعد بضعة أسابيع. تأكّد من أنّك لا تقضي وقتًا أكثر من اللازم في أداء المهام البسيطة، وإن وجدت نفسك تقضي فترات طويلة في العمل، فحاول العثور على الجوانب التي يمكنك اختصارها لتركّز أكثر على حياتك الشخصية وتعيد التوازن إلى وضعه الصحيح.
5- فكّر أبعد من مجرّد الوقت
قد تعتقد أن تخصيص الوقت الكافي لأداء المهام المختلفة سواءً كانت شخصية أم لا هو كلّ ما تحتاجه لتحقيق التوازن في حياتك. لكن لابدّ أن تعي أنّ الأمر ليس مجرّد لعبة أرقام. أن تكون في مكان ما جسديًا يختلف كلّ الاختلاف عن معنى أن تكون متواجدًا حقًا. جميعنا سبق لنا أن حضرنا اجتماعًا عائليًا أو مناسبة ما وبالنا مشغول بالمهام التي علينا إنجازها في اليوم التالي في العمل. وكثير منّا توجّه إلى مكتبه صباحًا في حين بقيت أفكاره تدور حول ما حدث في المنزل بالأمس. التوازن الحقيقي بين العمل والحياة الشخصية يعني تحقيق التوازن في طاقتك أيضًا. فإن كنت متعبًا ومرهقًا، لن تتمكّن من أداء عملك على أتمّ وجه حتى لو قضيت فيه أضعاف الوقت المطلوب منك. لذا احرص دومًا على مراقبة مستوى طاقتك ونشاطك. إن وجدت نفسك مرهقًا، فلا تتردّد في أن تأخذ قسطًا من الراحة. إن شعرت أنّك بحاجة لوقت مستقطع، فلا بأس بأخذ إجازة قصيرة. في حال تعبت من المسؤليات العائلية التي تقع على عاتقك، اقضِ بعض الوقت بمفردك لتصفي ذهنك. وتذكر دومًا، المسألة ليست دومًا مسألة وقت.