قد يمتلأ رأسك بعشرات بل قل بمئات الأفكار يوميا، مما قد يُحدث حالة من الصخب والعشوائية قد تشعرك بالتخبط وهذا ما يعرف بـ الفوضى الداخلية. ولكن لا تقلق فهذا الأمر طبيعي جدا فعقل الإنسان لا وظيفة له سوى استحضار المزيد من الأفكار طوال الوقت، ولكن المهم هنا هو قيامك بتنظيم هذه الأفكار ووضعها في نسق محدد حتى يمكنك الانتقال بأريحية تامة من مرحلة التفكير إلى مرحلة التنفيذ.
وترتبط الأفكار الكثيرة التي تتزاحم داخل العقل ببعض الأهداف قصيرة المدى بينما ترتبط أفكار أخرى بأهداف استراتيجية قد يتطلب تحقيقها بضع سنين، لذا لابد من التمييز بين كليهما كي يتم رسم الخطة المناسبة لكل هدف على حدة. وسوف يقدم لك هذا المقال خطوات بسيطة تساعدك على تحويل الأفكار الشفهية إلى خطط واقعية.
بداية عليك الإجابة على السؤال التالي: ما هو هدفك الأساسي؟ ليس شرطا أن يكون هدفك كبيرا، بل ربما قد يكون الأفضل لك البدء بالأهداف الصغيرة التي تعبر عن طموح بسيط أو تطلع محدود مثل رغبتك في التسجيل بإحدى الدورات التدريبية مثلا، فدافعك هنا نحو اكتساب مهارات جديدة أو قبول تحديات جديدة ، ولا يتطلب الأمر منك المزيد من التخطيط والتفكير، عليك بالانطلاق فورا والتسجيل في الحال.
والآن إليك الخطوات:
اكتب أهدافك
أكدت بعض الدراسات أن نحو 60% من رواد الأعمال الناجحين قاموا بصياغة أهدافهم في صورة مكتوبة ومحددة بوضوح، فاستخدام الورقة والقلم يعد من أفضل وسائل تفريغ العقل وسرد الأفكار المختزنة داخله، لذا لا بأس من تدوين أفكارك بصورة يومية وربما لحظية أيضا، فلعل فكرة من بين كل عشرة أفكار تتحول إلى هدف محقق.
حدد التفاصيل بوضوح
لا تعني كتابة أهدافك أن تقوم بوضع خطوط عريضة ورؤوس أقلام فحسب، بل لابد من كتابة كافة التفاصيل الخاصة بكل هدف، والأهم من ذلك أن تسجل دوافعك الحقيقية للذهاب صوب هدف بعينه، وتأكد أن فهم السبب وراء مشروعك الجديد مثلا يضمن لك عدم الخروج عن المسار الصحيح.
انطلق نحو أهدافك تدريجيا
من الأخطاء الشائعة أن تنطر إلى أهدافك قطعة واحدة، فأنت لن تتمكن من صعود درجات السلم دفعة واحدة بل يتم ذلك بالطبع بصورة تدريجية، إذا لابد من تقسيم الأهداف إلى خطوات بحيث تتمكن من أن تسلك طريقك خطوة خطوة . فلتحرص على تجزئة هدفك إلى أجزاء صغيرة، وانظر ما الذي يمكنك أن تفعله اليوم لصالح هدفك الأكبر.
تحرك في ضوء ميزانيتك الحالية
لا يعني ذلك الوقوف مكتوف الأيدى إذا كانت ميزانيتك لا تزال محدودة، ولكن عليك التحرك حثيثا كي لا تصاب بالإحباط في بداية الطريق إذا ما تعثرت ماليا. كما ينبغي التعرف الحقيقي إلى علاقتك بالمال، فهل أنت شخص مدخر أم منفق، هل تحب اقتناء الأشياء الجديدة أم تتقبل فكرة إصلاح الأغراض القديمة. فقد يتطلب الأمر منك هنا إدخال بعض التعديلات لنمطك المعيشي كي تتمكن من التركيز على أهدافك.
والنصيحة الأهم هنا هي أن تخبر أنت أموالك أين تذهب كل شهر بدلا من التساؤل حائرا أين ذهبت، فخذ زمام المبادرة وضع أهدافك وميزانيتك نصب عينيك، لتصبح جاهزا للانطلاق.