ما هو “ويب 3.0” (Web 3.0)؟
شهد مصطلح “ويب 3.0” (Web 3.0) ارتفاعاً حاداً في شعبيته ويستخدم بشكلٍ عام لوصف إصدار لامركزي من الإنترنت.
الشبكة اللامركزية هي الشبكة التي لا توجد فيها سلطة مركزية تتحكم بها. بمعنى آخر، لا يوجد شخص أو مجموعة من الأشخاص يمتلكون جميع المعلومات وقوة المعالجة داخل الشبكة في أي وقت. بدلاً من ذلك، فهي لامركزية وتنتشر بين كيانات متعددة. هذا يعني أنه لا يمكن لأي شخصٍ التحكم في النظام البيئي (ecosystem) للشبكة أو تغييره بالكامل بمفرده.
ربما تكون قد سمعت بمصطلح “اللامركزية” فيما يتعلق بالعملات المشفرة وتكنولوجيا “بلوكتشين” (blockchain). وذلك لأن العملات المشفرة تعمل على شبكة “بلوكتشين” (blockchain) أو ما يُعرف بسلسلة الكتل، حيث تحتوي كل “كتلة” (Block) في السلسلة على سجلات العديد من المعاملات.
توفر سلاسل الكتل هذه معلومات المعاملات لكل شخصٍ داخل الشبكة في شكل دفتر أستاذ موزع (Distributed Ledger). إذا تم تغيير أو إزالة أو إضافة معاملة داخل أي كتلة معينة، فسيتم رفض الكتلة من قبل بقية الشبكة، مما يجعلها آمنة وموثوقة للغاية.
هذه التكنولوجيا هي التي يمكن أن تزود أي شبكة كانت بمستويات عالية من الشفافية والأمان، ويمكن أن تكون هذه السمات بالتأكيد مفيدةً للإنترنت ككل. علاوةً على ذلك، لا تحتوي الشبكات اللامركزية على نقطة ضعف مركزية يمكن من خلالها تعطيل الشبكة، مما يعني أنه لا يمكن إسقاط الشبكة عن طريق الهجوم على الخادم أو على عقدة واحدة.
يفتح هذا النظام المذكور آنفاً الباب أمام “ويب 3.0” (Web 3.0) للدخول، لينقل الانترنت من المركزية الموجودة في ويب 2.0 إلى اللامركزية التي يوفرها ويب 3.0. بالطبع، المفهوم بحد ذاته ليس جديداً، حيث تمَّ تخيله لأول مرة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً بواسطة جيفري زيلدمان، وهو مساهم رئيسي في تطوير كلٍّ من الويب 1.0 و2.0. ولكن الآن فقط أصبحت فكرة الإنترنت اللامركزية حقيقةً أقرب.
علاوةً على اللامركزية، سيدمج “ويب 3.0” (Web 3.0) أيضاً الكثير من الميزات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في نظامها البيئي. يمكن أن ينتقل إنشاء المحتوى، على سبيل المثال، من كونه برعاية البشر فقط إلى كونه أيضاً من إنتاج الذكاء الاصطناعي. في هذه الحالة، يمكن إنشاء صناعة كاملة تستخدم فيها الشركات آلات ذكية لإنتاج محتوى لقاعدة عملاء بشرية.
بالإضافة إلى كل هذا، يتيح “ويب 3.0” (Web 3.0) أيضاً مزيداً من تحكم المستخدم. يمكن للأفراد المشاركة في بروتوكولات الويب للتحكم، ليصبحوا مساهمين بدلاً من مستخدمين أو عملاء (حيث يُنظر إليهم كعملاء حالياً باستخدام “ويب 2.0” (Web 2.0)). يمكن للمستخدمين ترميز الملفات عبر الإنترنت مثل الميمات والتذاكر عبر الإنترنت ومقاطع الفيديو والأعمال الفنية على شكل رموز غير قابلة للاستبدال (NFTs)، مما يفتح طريقة جديدة تماماً للمبدعين عبر الإنترنت لجني الأرباح وإنشاء أعمال تجارية باستخدام ملكيتهم الفكرية.
….يمكن لمجموعة الميزات التي يوفرها “ويب 3.0” (Web 3.0) أن تغير تماماً طريقة رؤيتنا واستخدامنا للإنترنت، وذلك مع تمتع المستخدمين بمزيدٍ من التحكم، وولادة صناعات جديدة، وتمكن الشبكات من العمل بدون سلطة مركزية معرضة لنقطة ضعف واحدة. على الرغم من أنَّ “ويب 3.0” (Web 3.0) لا يزال في مهده حالياً، فقد لا يمر وقتٌ طويلٌ حتى نراه أصبح القاعدة التي يستند عليها مفهوم الإنترنت في جميع أنحاء العالم.