تحثنا الفطرة البشرية على نشر الخير على الدوام، إذ يولد الإنسان على فطرة حب عمل الخير ويعمل على نشره بين الناس كلما اتيحت له الفرصة، الأمر الذي ألهم العديد من الأشخاص لاستحداث مفهوم العمل التطوعي، وهو الموضوع الذي سنتطرق إلى الحديث عنه في هذا المقال نظراً لأهميته في كافة الأوقات، ودوره العظيم في نشر الحب والسلام وتعزيز المساواة بين أفراد المجتمع. لاحظنا في الآونة الأخيرة تنافس شديد بين الأفراد المقتدرين والجمعيات الخيرية وسعيهم المستمر للقيام بأي عمل تطوعي من شأنه مساعدة أفراد المجتمع والفئات غير المقتدرة مادياً أو تلك التي تحتاج لمساندة معنوية. سنجيب عن أسئلة عديدة لطالما راودت أذهاننا عن أهمية العمل التطوعي في المجتمع وكيفية المشاركة في العمل التطوعي في الامارات، إلى جانب خطوات وايجابيات العمل التطوعي.
يمكننا أن نعرف أي عمل تطوعي على أنه عمل خير يهدف إلى مساعدة ومساندة أشخاص غير مقتدرين سواء كان العمل فردياً أو جماعياً، والهدف الأول والأخير منه هو نيل الأجر والثواب ونشر الفرحة في قلوب الآخرين دون انتظار أي مردود أو ربح مادي. قد تطور مفهوم العمل التطوعي في وقتنا الحالي ليصبح نشاطاً اجتماعياً قائماً بشكلٍ كبير على نشر الإيجابية في المجتمع وبات يتخذ أشكالاً عديدة سواء كان ببذل الجهد الجسدي لمساعدة الآخر أو إنفاق المال ومساعدة المحتاج أو حتى بنشر العلم دون طلب أي مردودٍ مادي أو نشر الفائدة بأي طريقة.
العمل التطوعي في الإسلام
يقوم دين الإسلام على تعزيز التكافل الاجتماعي، وحث عليه في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حيث أظهر الإسلام أهمية العمل التطوعي من أجل القيام بحضارة إسلامية قوية الأساس وقائمة على نشر الخير والمساواة بين أفراد المجتمع.
يسعى الدين الإسلامي إلى تعزيز التكافل المجتمعي بين كافة الأفراد ويظهر ذلك جلياً في العديد من المواضع في القرآن الكريم، نذكر منها:
- وتَعَاونُوا عَلى البِّرِ والتَقوَى (المائدة 2)
- فَمَن تَطَوّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لّهُ (البقرة 184)
- وآتى المَالَ عَلى حُبِه ذَوي القُربى واليتَامَى والمَسَاكِّين وابن السَبِّيل (البقرة 177)
- فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (الزلزلة 7)
- وفي أموالهِّم حَقٌ مَعلُوم للسَائِّل والمَحرُوٌم (الذاريات 19)
أما بالنسبة للأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على العمل التطوعي في الإسلام، فمنها:
- مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى
- أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ شَهْراً
- المسلمُ أَخو المسلم، لا يَظلِمُه، ولا يُسْلِمُهُ، ومَنْ كَانَ فِي حاجةِ أَخِيهِ كانَ اللَّهُ فِي حاجتِهِ، ومَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسلمٍ كُرْبةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بها كُرْبةً مِنْ كُرَبِ يوم القيامةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ الْقِيامَةِ